من روائع(جبران خليل جبران)..........
صفحة 1 من اصل 1
من روائع(جبران خليل جبران)..........
يا صاحبي : انني لست على ما يبدو لك مني , فما مظاهري سوى رداء
دقيق الصنع محوك من خيوط التساهل والحسنى , ألتف به ليدرأ عني
تطفلك ويقيك من اهمالي وتغافلي . وأما ذاتي الخفية الكبرى التي أدعوها
أنا فسرّ غامض مكنون في أعماق سكون نفسي ولا يدركه أحد سواي ,
وهنالك سيبقى أبدا غامضا مسترا .
يا صاحبي : انني أود أن لا تصدق ما أقول وأن لا تثق بما أفعل لأن أقوالي
ليست سوى صدى لأفكارك , وأفغالي ليست سوى أشباح ّامالك .
يا صاحبي : انني أود أن لا تصدق ما أقول وأن لا تثق بما أفعل , لأن أقوالي
ليست سوى صدى لأفكارك , وأفعالي ليست سوى أشباح ّامالك
يا صاحبي : عندما تقول لي : " الريح تهب شرقا " أجيبك على الفور قائلا : "
نعم انها تهب شرقا " لأنني لا أريد أن يخطر لك أن أفكاري السابحة مع أمواج
البحر لا تستطيع أن تحلق طائرة على متون ارياح . أما أنت فقد مزقت الأرياح
نسيج أفكارك القديمة البالية فبتّ قاصرا عن ادراك أفكاري العميقة المرفرفة
فوق البحار . وحسن أنك لم تدرك كنهها لأنّني أريد أن أمشي على البحر
وحدي .
يا صاحبي : عندما تبزع شمس نهارك تدنو ظلمة ليلي , ومع ذلك فاني أحدّثك من
وراء ستائر ظلمتي عن أشعة الشمس الذهبية التي ترقص عند
الظهيرة على فتن الجبال وعما تحدثه في رقصها من الظلال الظليلة
المنسابة الى الأودية والحقول – أحدثك عن كل ذلك لأنك لا تستطيع أن
تسمع أناشيد ظلمتي ولا أن ترى خفقان جناحي بين الكواكب والنجوم . وما
أحلى أنك لا تسمع ولا ترى ذلك لأني أوثر أن أسامر الليل وحدي.
يا صاحبي : عندما تصعد الى سمائك أهبط الى جحيمي . ومع أنه تفصلني عنك
هوة لا يستطاع عبورها تظل تناديني قائلا : يا رفيقي , يا صاحبي " ,
فأجيبك : " يا رفيقي , يا صاحبي " , لأنني لا أريد أن ترى جحيمي , فإن
لهيبه يحرق باصرتيك ودخانه يسد منخريك . أما أنا فانني أضن بجحيمي أن
يزوره من كان على شاكلتك , لأنني أفضل أن أكون في جحيمي وحدي .
يا صاحبي : أنت تقول انك تعشق الحق والفضيلة والجمال , وأنا أقول مقتديا
بك انه يليق بالانسان أن يعشق مثل هذه المناقب , غير أنني أضحك من محبتك
في قلبي سائرا ضحكي عنك , لأنني أريد أن أضحك وحدي.
صاحبي : انك رجل فاضل متيقظ حكيم , بل انك رجل كامل . ولذلك فاني
ضنا بكرامتك أخاطبك بحكمة وتيقظ – ولكني مجنون منجذب عن العالم الذي
تقطنه أنت الى عالم غريب بعيد , وانني أستر عنك جنوني لأنني أود أن أكون
مجنونا وحدي .
أنت لست بصاحبي , يا صاح ! ولكن كيف السبيل لاقناعك فتفقه وتفهم ؟ ان
طريقي غير طريقك ولكننا نمشي معا جنبا الى جنب ...
دقيق الصنع محوك من خيوط التساهل والحسنى , ألتف به ليدرأ عني
تطفلك ويقيك من اهمالي وتغافلي . وأما ذاتي الخفية الكبرى التي أدعوها
أنا فسرّ غامض مكنون في أعماق سكون نفسي ولا يدركه أحد سواي ,
وهنالك سيبقى أبدا غامضا مسترا .
يا صاحبي : انني أود أن لا تصدق ما أقول وأن لا تثق بما أفعل لأن أقوالي
ليست سوى صدى لأفكارك , وأفغالي ليست سوى أشباح ّامالك .
يا صاحبي : انني أود أن لا تصدق ما أقول وأن لا تثق بما أفعل , لأن أقوالي
ليست سوى صدى لأفكارك , وأفعالي ليست سوى أشباح ّامالك
يا صاحبي : عندما تقول لي : " الريح تهب شرقا " أجيبك على الفور قائلا : "
نعم انها تهب شرقا " لأنني لا أريد أن يخطر لك أن أفكاري السابحة مع أمواج
البحر لا تستطيع أن تحلق طائرة على متون ارياح . أما أنت فقد مزقت الأرياح
نسيج أفكارك القديمة البالية فبتّ قاصرا عن ادراك أفكاري العميقة المرفرفة
فوق البحار . وحسن أنك لم تدرك كنهها لأنّني أريد أن أمشي على البحر
وحدي .
يا صاحبي : عندما تبزع شمس نهارك تدنو ظلمة ليلي , ومع ذلك فاني أحدّثك من
وراء ستائر ظلمتي عن أشعة الشمس الذهبية التي ترقص عند
الظهيرة على فتن الجبال وعما تحدثه في رقصها من الظلال الظليلة
المنسابة الى الأودية والحقول – أحدثك عن كل ذلك لأنك لا تستطيع أن
تسمع أناشيد ظلمتي ولا أن ترى خفقان جناحي بين الكواكب والنجوم . وما
أحلى أنك لا تسمع ولا ترى ذلك لأني أوثر أن أسامر الليل وحدي.
يا صاحبي : عندما تصعد الى سمائك أهبط الى جحيمي . ومع أنه تفصلني عنك
هوة لا يستطاع عبورها تظل تناديني قائلا : يا رفيقي , يا صاحبي " ,
فأجيبك : " يا رفيقي , يا صاحبي " , لأنني لا أريد أن ترى جحيمي , فإن
لهيبه يحرق باصرتيك ودخانه يسد منخريك . أما أنا فانني أضن بجحيمي أن
يزوره من كان على شاكلتك , لأنني أفضل أن أكون في جحيمي وحدي .
يا صاحبي : أنت تقول انك تعشق الحق والفضيلة والجمال , وأنا أقول مقتديا
بك انه يليق بالانسان أن يعشق مثل هذه المناقب , غير أنني أضحك من محبتك
في قلبي سائرا ضحكي عنك , لأنني أريد أن أضحك وحدي.
صاحبي : انك رجل فاضل متيقظ حكيم , بل انك رجل كامل . ولذلك فاني
ضنا بكرامتك أخاطبك بحكمة وتيقظ – ولكني مجنون منجذب عن العالم الذي
تقطنه أنت الى عالم غريب بعيد , وانني أستر عنك جنوني لأنني أود أن أكون
مجنونا وحدي .
أنت لست بصاحبي , يا صاح ! ولكن كيف السبيل لاقناعك فتفقه وتفهم ؟ ان
طريقي غير طريقك ولكننا نمشي معا جنبا الى جنب ...
غسان علي- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 18
العمر : 40
البلد : سوريا
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أغسطس 09, 2024 8:27 pm من طرف shrak
» اشتقت اليك
السبت يوليو 07, 2012 8:50 pm من طرف شهاب الليل
» أتحبني وأنا ضريرة؟؟؟؟؟؟؟؟
الجمعة يوليو 22, 2011 2:27 am من طرف انشودة المطر
» طرائف وعجائب
الثلاثاء مايو 24, 2011 12:47 am من طرف شهاب الليل
» االدكتور زغلول راغب النجار ورسائل من الماء للكاتب اموتو ماسارو
الخميس مايو 12, 2011 2:54 am من طرف شهاب الليل
» حبيبتي ... مرت على بالي اليوم .. كاظم الساهر
الخميس مارس 24, 2011 1:40 am من طرف شهاب الليل
» كاظم الساهر .. لاتزيديه لوعة
الخميس مارس 24, 2011 1:38 am من طرف شهاب الليل
» حنين
الثلاثاء يناير 11, 2011 3:50 am من طرف violaflower
» نسوان أخر زمن
الثلاثاء يناير 11, 2011 3:48 am من طرف violaflower
» تجديد
الخميس فبراير 18, 2010 5:42 am من طرف violaflower
» أبعد من الحب ....
الثلاثاء فبراير 16, 2010 6:46 am من طرف غسان علي
» مواسم لاعلاقة لها بالفصول
الخميس فبراير 11, 2010 6:33 pm من طرف غسان علي
» من روائع(جبران خليل جبران)..........
الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:32 am من طرف غسان علي
» بلغوها .............بشارة الخوري
الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:17 am من طرف غسان علي
» مصابيح لشجرة الميلاد..........
الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:04 am من طرف غسان علي
» وحدن
الإثنين فبراير 01, 2010 6:13 am من طرف alisar
» المرسال الأخير..
الأربعاء ديسمبر 23, 2009 6:02 am من طرف شهاب الليل
» الموعد الأول
الإثنين نوفمبر 23, 2009 5:51 am من طرف None
» رسالة حب 72 ... نزار قباني
الإثنين نوفمبر 23, 2009 3:31 am من طرف None
» معي دائما- غادتي
الأحد نوفمبر 22, 2009 6:20 am من طرف غسان علي