أنشودة في مساء ماطر

من طرف None الأحد نوفمبر 15, 2009 9:36 pm

في مسائي هذا …

و الشتاء يقترب رويدا رويدا …

و غيوم السماء تعصر أحلامها و حبها ..

أجلس بين ألوف الناس و لا أراهم ..

تخرج الملايين من الكلمات من افواهمم و لا اسمعها !!!

عيناي تجوبان في الأفق بحثاً عنك …

عن عيناك العابثتان بالصباح الندي ..

عن وجهك الملائكي العابق برائحة الشام ..

عن جسدك الوردي الذي نحتته أيدي الملائكة …

و عيناي تنظران إلى الأفق البعيد …

هي وراء هذا الجبل …

وراء تلك الغيمة ..

وراء الطريق الذي لو باستطاعتك سؤال أحجاره عما اكتبه في ذهابي و عودتي إليك ..

انظري إلي يا صديقتي …

انظري إلى عيني الغائمتين ..

انظري إلى شتائي الطويل الذي يفتقدك …

لم احسب يوما أن البعد و المسافات سيدميان قلبي و روحي ..

لم احسب يوما أن اشتياقي لك بلغ حد الجنون ..

لم أدرك يوما أن حبي لك سيصبح كبحر هائج لا احد يهدئه غير عيناك ..

تتهمينني بالحزن و الكآبة …

يا صديقة عمري ..

اسمعيني جيداً ..

منذ أن لمحتك لم يعد للحزن مكان في قلبي

لم يعد يملأ حياتي سوى صورتك

و حبك

و وجهك

و عيناك

و روحك

فكيف تتهميني بالحزن ..!!!

مجرد التفكير فيك .. عبادة خالصة ..

مجرد النظر إلى عيناك .. صلاة صادقة ..

أنا متعب يا صديقتي …

متعب من الحياة …

و عيناك هما سريري لارتاح ..

هما دفئي بعد طول البرد …

هما متنفسي الوحيد لأقول للدنيا ..

أنا ما زلت على قيد الحياة …

أنا متعب .. نعم … لكني لست بمترنح

و لست على وشك السقوط …

فأنت من يعطيني القوة ..

أنت من يلهمني …

أنت من يدفع الدم من قلبي إلى شراييني لأعيش …

فكيف تتهميني بالحزن …!!!
لا أريد أن أجرحك يا سيدتي

لا أريد أن أعذبك يا أميرتي …

فو الله فقدان روحي أهون علي من رؤيتك حزينة أو مجروحة أو معذبة

فقدان عيني أهون علي من رؤية عيناك تدمعان ..

فقدان قلبي أهون علي من رؤية قلبك بخفق لغير الحب و الحياة …

فكيف تتهمين بالحزن ..!!!

يا حبيبة الروح و القلب ..

لا تجعلي أحداثا عابرة تجعل من أحلامنا مجرد كلام

لا تجعليها تحول حبنا الأزرق إلى غيمة سوداء ..

كم اشتاق إلى ليالينا …

ليالينا التي أبدعنا فيها حبا و جنونا …

لا تجعليها مجر ذكريات …

تعالي الليلة ..

لنجدد حبنا …

بقوة …

بعنف …

بروح جديدة ..

و حتى يأتي الليل …

سيضل فمي مشتاقا لفمك

و قلبي مشتاق لقلبك ..

و روحي مشتاقة لروحك …

و إلى أن يأتي الليل ..

سأظل بانتظارك …

كتبت هذه القصيدة في 3/11/2007