الســـــــد .... قصة قصيرة
صفحة 1 من اصل 1
الســـــــد .... قصة قصيرة
اليوم قررت هدمه…. لم يكن أمامي خيار أخر …
انأ لا أعرف أصلاً كيف تشكل ذلك الساتر اللعين …. فمنذ كنت صغيراً كانت الأرض خضراء و النهر يسير بشكل طبيعي … و كلما كنت أكبر قليلاً كان يكبر معي …كنت أرى أتربة و أوساخاً تأتي مع مجرى النهر و تتجمع … كلما كنت أكبر كلما زاد الساتر حجماً و معه كانت تنقص كمية المياه التي تأتي إلى الأرض … حتى باتت أرضي الآن بدون ماء …
فكرت كثيراً فيه … من أين أتى .. و لماذا في أرضي أنا .. كنت أمضي إلى الأرض و أنا أنظر إليه بكل خوف … كان واقفاً كالغول لكن بلا حراك .
حاولت مرة أن التف خلفه لأرى ماذا يوجد … لكني لم استطع … خوفي مما قد أراه جعلني أتراجع و أنسى الفكرة نهائياً …
لكن اليوم طفح الكيل .. أرضي أصبحت بلا ماء و بلا حياة … لم اعد استطيع التعايش مع هذا الغول الذي أمامي … كنت أريد أن أرى ماذا ورائه و مالذي يخبئه لي .. لكن الأهم أني عطشت … عطشت و لم يعد بإمكاني الاحتمال … هذا السد يحاول أن يكسرني .. و لم اعتد في حياتي أن أنكسر … لذلك اليوم قررت و بشكل نهائي تحطيمه …
وقفت أمامه و الفأس في يدي …. كانت عيناي تحدق فيه …. كنت أحس أني على وشك بدء حرب ضروس أما أن اخرج فيها منتصراً بشكل نهائي و أعيش حياتي بشكل طبيعي … أو أن تجرفني مياهه فتقضي علي … لا يوجد حل ثالث في حياتي … فأنا لا أنكسر … أنا أنتصر أو أموت ….
أمسكت فأسي وضربت الضربة الأولى فيه … صدر صوت كأنه صوت زئير حيوان مفترس .. لكني لم أكترث و واصلت الضرب و كلما كنت أغرز فأسي في جسده كلما كانت الصوت يعلو و يعلو و يعلو …. و كلما كان يعلو كلما زاد إصراري على تحطيمه …
هاهو يبدأ بالانهيار و مع انهياره بدأت قطرات الماء تخرج من بين جروحه … كانت تناسب بين قدمي … و تبلل أرضي العطشى … لكن…. بدأت قطرات الماء تتحول إلى سواقي كبيرة تخرج من جسده و معها صوت مرعب … و فجأة و مع ضرباتي الأخيرة و أنا منهك تفجر بشكل نهائي و سقط … و خرجت معه موجة كبيرة و ضخمة و عالية …
يا إلهي ماذا أفعل …. هل اهرب و أترك تلك الموجة تمر بسلام … لكن … مالذي يضمن لي أن تلك الموجة ستأخذ طريقا سلميا بعيداً عن بيتي و حياتي …. لا … سأواجهها … سأقف لأواجهها .. مالذي يمكن أن أخسره ….
كانت الموجة تواصل تقدمها و كلما اقتربت كان صوت هديرها يزداد … و مع ازدياد الصوت كان تصميمي يزداد و يكبر … حتى وصلت إلي .. كانت رائحة المياه كريهة من كثرة ركودها و لونها مائل للسواد … لم أهتم …. داهمتني الموجة … أحسست بها ترفعني و تريد الانقضاض علي … لكني تشبثت بمكاني … حاولت تثبيت قدماي على الأرض … و الإمساك بأي شي قد يساعدني على الثبات … ها أنا أنجح … لم تستطع الموجة العاتية أن تجرفني … بقيت ثابتاً في مكاني و هي تواصل زحفها ورائي … أحسست بعيناي تلمعان من نشوة الانتصار و الفرح …
ساد هدوء شديد …. لقد مرت الموجة … نظرت إلى المكان الذي كان يوجد به السد اللعين .. يا إلهي …. ما أجمل الأفق .. ما أجمل الجبال التي كان اللعين يحجب رؤيتها عني … كانت مشهداً رائعا لم أستطيع مع روعته أن أصدق أني كنت محروماً منه طوال تلك السنين .. و ما هذا … نظرت إلى أسفل … رئيت مياه النهر و قد عادت لتتدفق من جديد … كانت مياهً عذبة و نقية .. اللون الأزرق المنعكس من السماء على سطح الماء كان يعطيني إحساساً بالنشوة لم أشعر به من قبل ….
لماذا حرمت نفسي من هذا الشعور طوال تلك السنين … مما كنت خائف … من أن تقتلني تلك المياه … هاهي لم تفعل … لكن لا يهم … المهم أني انتصرت في النهاية … صوت المياه العذبة التي كانت تتدفق برفق أنساني كل الماضي ….
رفعت رأسي للسماء و و نظرت إلها … ثم نظرت إلى الأفق الجميل …. هاهو المستقبل .
علي أن اهتم بأرضي الآن … علي أن ازرعها و اعتني بها … لتعطيني …
أمسكت معولي … و نظرت للسماء مرة جديدة …. و ابتسمت …
انأ لا أعرف أصلاً كيف تشكل ذلك الساتر اللعين …. فمنذ كنت صغيراً كانت الأرض خضراء و النهر يسير بشكل طبيعي … و كلما كنت أكبر قليلاً كان يكبر معي …كنت أرى أتربة و أوساخاً تأتي مع مجرى النهر و تتجمع … كلما كنت أكبر كلما زاد الساتر حجماً و معه كانت تنقص كمية المياه التي تأتي إلى الأرض … حتى باتت أرضي الآن بدون ماء …
فكرت كثيراً فيه … من أين أتى .. و لماذا في أرضي أنا .. كنت أمضي إلى الأرض و أنا أنظر إليه بكل خوف … كان واقفاً كالغول لكن بلا حراك .
حاولت مرة أن التف خلفه لأرى ماذا يوجد … لكني لم استطع … خوفي مما قد أراه جعلني أتراجع و أنسى الفكرة نهائياً …
لكن اليوم طفح الكيل .. أرضي أصبحت بلا ماء و بلا حياة … لم اعد استطيع التعايش مع هذا الغول الذي أمامي … كنت أريد أن أرى ماذا ورائه و مالذي يخبئه لي .. لكن الأهم أني عطشت … عطشت و لم يعد بإمكاني الاحتمال … هذا السد يحاول أن يكسرني .. و لم اعتد في حياتي أن أنكسر … لذلك اليوم قررت و بشكل نهائي تحطيمه …
وقفت أمامه و الفأس في يدي …. كانت عيناي تحدق فيه …. كنت أحس أني على وشك بدء حرب ضروس أما أن اخرج فيها منتصراً بشكل نهائي و أعيش حياتي بشكل طبيعي … أو أن تجرفني مياهه فتقضي علي … لا يوجد حل ثالث في حياتي … فأنا لا أنكسر … أنا أنتصر أو أموت ….
أمسكت فأسي وضربت الضربة الأولى فيه … صدر صوت كأنه صوت زئير حيوان مفترس .. لكني لم أكترث و واصلت الضرب و كلما كنت أغرز فأسي في جسده كلما كانت الصوت يعلو و يعلو و يعلو …. و كلما كان يعلو كلما زاد إصراري على تحطيمه …
هاهو يبدأ بالانهيار و مع انهياره بدأت قطرات الماء تخرج من بين جروحه … كانت تناسب بين قدمي … و تبلل أرضي العطشى … لكن…. بدأت قطرات الماء تتحول إلى سواقي كبيرة تخرج من جسده و معها صوت مرعب … و فجأة و مع ضرباتي الأخيرة و أنا منهك تفجر بشكل نهائي و سقط … و خرجت معه موجة كبيرة و ضخمة و عالية …
يا إلهي ماذا أفعل …. هل اهرب و أترك تلك الموجة تمر بسلام … لكن … مالذي يضمن لي أن تلك الموجة ستأخذ طريقا سلميا بعيداً عن بيتي و حياتي …. لا … سأواجهها … سأقف لأواجهها .. مالذي يمكن أن أخسره ….
كانت الموجة تواصل تقدمها و كلما اقتربت كان صوت هديرها يزداد … و مع ازدياد الصوت كان تصميمي يزداد و يكبر … حتى وصلت إلي .. كانت رائحة المياه كريهة من كثرة ركودها و لونها مائل للسواد … لم أهتم …. داهمتني الموجة … أحسست بها ترفعني و تريد الانقضاض علي … لكني تشبثت بمكاني … حاولت تثبيت قدماي على الأرض … و الإمساك بأي شي قد يساعدني على الثبات … ها أنا أنجح … لم تستطع الموجة العاتية أن تجرفني … بقيت ثابتاً في مكاني و هي تواصل زحفها ورائي … أحسست بعيناي تلمعان من نشوة الانتصار و الفرح …
ساد هدوء شديد …. لقد مرت الموجة … نظرت إلى المكان الذي كان يوجد به السد اللعين .. يا إلهي …. ما أجمل الأفق .. ما أجمل الجبال التي كان اللعين يحجب رؤيتها عني … كانت مشهداً رائعا لم أستطيع مع روعته أن أصدق أني كنت محروماً منه طوال تلك السنين .. و ما هذا … نظرت إلى أسفل … رئيت مياه النهر و قد عادت لتتدفق من جديد … كانت مياهً عذبة و نقية .. اللون الأزرق المنعكس من السماء على سطح الماء كان يعطيني إحساساً بالنشوة لم أشعر به من قبل ….
لماذا حرمت نفسي من هذا الشعور طوال تلك السنين … مما كنت خائف … من أن تقتلني تلك المياه … هاهي لم تفعل … لكن لا يهم … المهم أني انتصرت في النهاية … صوت المياه العذبة التي كانت تتدفق برفق أنساني كل الماضي ….
رفعت رأسي للسماء و و نظرت إلها … ثم نظرت إلى الأفق الجميل …. هاهو المستقبل .
علي أن اهتم بأرضي الآن … علي أن ازرعها و اعتني بها … لتعطيني …
أمسكت معولي … و نظرت للسماء مرة جديدة …. و ابتسمت …
None- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 26
العمر : 43
البلد : سوريا
تاريخ التسجيل : 27/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أغسطس 09, 2024 8:27 pm من طرف shrak
» اشتقت اليك
السبت يوليو 07, 2012 8:50 pm من طرف شهاب الليل
» أتحبني وأنا ضريرة؟؟؟؟؟؟؟؟
الجمعة يوليو 22, 2011 2:27 am من طرف انشودة المطر
» طرائف وعجائب
الثلاثاء مايو 24, 2011 12:47 am من طرف شهاب الليل
» االدكتور زغلول راغب النجار ورسائل من الماء للكاتب اموتو ماسارو
الخميس مايو 12, 2011 2:54 am من طرف شهاب الليل
» حبيبتي ... مرت على بالي اليوم .. كاظم الساهر
الخميس مارس 24, 2011 1:40 am من طرف شهاب الليل
» كاظم الساهر .. لاتزيديه لوعة
الخميس مارس 24, 2011 1:38 am من طرف شهاب الليل
» حنين
الثلاثاء يناير 11, 2011 3:50 am من طرف violaflower
» نسوان أخر زمن
الثلاثاء يناير 11, 2011 3:48 am من طرف violaflower
» تجديد
الخميس فبراير 18, 2010 5:42 am من طرف violaflower
» أبعد من الحب ....
الثلاثاء فبراير 16, 2010 6:46 am من طرف غسان علي
» مواسم لاعلاقة لها بالفصول
الخميس فبراير 11, 2010 6:33 pm من طرف غسان علي
» من روائع(جبران خليل جبران)..........
الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:32 am من طرف غسان علي
» بلغوها .............بشارة الخوري
الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:17 am من طرف غسان علي
» مصابيح لشجرة الميلاد..........
الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:04 am من طرف غسان علي
» وحدن
الإثنين فبراير 01, 2010 6:13 am من طرف alisar
» المرسال الأخير..
الأربعاء ديسمبر 23, 2009 6:02 am من طرف شهاب الليل
» الموعد الأول
الإثنين نوفمبر 23, 2009 5:51 am من طرف None
» رسالة حب 72 ... نزار قباني
الإثنين نوفمبر 23, 2009 3:31 am من طرف None
» معي دائما- غادتي
الأحد نوفمبر 22, 2009 6:20 am من طرف غسان علي