خاطرة

كانت قوقعة الغرفة تشبه رحما يضم بين حناياه طفلا صغيرا يحضنه ويغذيه ويحن عليه
وبين زمن وآخر تتعطش يدا المرأة لتلمس ذلك المكان وتستمتع بسماع دقات قلب صغير
نابض سيخرج للحياة عما قريب, أمّا الغرفة تلك فقد استقبلت ضيفاً مختلفا آخر
واحتوته. وخارج تلك الغرفة الرحم كانت سعة أكبر للحنان ورحمة إلهية تحيط السماء
وتشمل تلك الغرفة و آلاف الغرف الأخرى . الخروج من الرحم يعني حياة جديدة ,
عراكا , بداية للوصول إليها و من ثم صراخا ربما لصدمة كبرى لأن الحياة لا تقدم
على نحو ما نتوقعه , أو ربما إثباتا للوجود منذ لحظة الكون الأولى . فما كان
يعني الخروج من باب الغرفة ؟ كان يعني ربما كونا أرحب أو قلوبا جديدة تخفق و
خاصة أن العناية الإلهية ستسير مع كل خطوة ولكنه كان يعني أيضا سماعا لأصوات لم
يعتدها سجين الغرف من بكاء وحرب و آلام
وربما كان يعني ظلاما و سوادا وتخبطا في عالم جديد لم يعتد.بعد عليه ذلك
السجين, و مرة أخرى يعني , و يعني
و لكن هل يعقل أن يبقى سجين الغرفة؟ أيعقل أن تبقى يداه مكتوفاتان؟
أيعقل أن يضع حاجزا للطير الذي يدعى خيالا ؟
وان كان يعقل , هل يحق له ؟
و أخيرا قرر أن يخطو خارجها ليتعرف على الغرفة الأكبر التي مهما كبرت تبقى غرفة
وصورة عن الرحم الأول وخروجا للحياة للمرة الأولى وعندها علم أن الأفراح و
الأحزان ليست أعداء بل أخوة تتناوب وعندها علم أن الحياة بين أمواج الزمن تتصاعد لتعود إلى النزول , وعلم أن
الغرفة وحدها ليست الحياة بل هروبا من الحياة

أول مرة بصراحة بقرا خاطرتك يا زهرة الفيولا بس أكدتلي شي واحد انو
مصدر حياة الانسان ودافعة لالها هوي حبه للحياة واكتشاف الجديد
شكراً لالك مو مين ما كان بيعرف يكتب بهيدا الأسلوب (مميز)