الأميرة النائمة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الأميرة النائمة
نامَ الوقتُ على كتفِ الخيال عندما جلست الأميرة الصغيرة تُسرّحُ شعرها ... كانَ الوقتُ صباحاً وكانَ
الجو يُعاني من شدة الشتاء ..
بيديها الصغيرتين سرحت شعرها.. قربت أزرار فستانها من بواباتِ قلبها.. انحنت قليلاً لتجمِّعَ أحجار
عقدها المتناثرة هنا وهناك... وسقطت أرضاً..
كان شعرها ملوناً بلونِ سريٍ ينبثق من عمق الشمس.. لكنهُ تغيرَ فجأةً ليمتزجَ بألوانِ الدم والرعب
وبلحظات الحياة الأخيرة يتشبث.
كانت الصغيرةُ ذاهبةً لزيارةِ جدتها المقعدة... فطال انتظار الجدة... وطال انتظار الرصيف الأصفر و..
ومقعد الأرجوحة الطفولي الأخضر.. المشتاق لمعانقة البرءة في حضرة الظهيرة..
فالطفلةُ نامت.. ونامت.. وفقدت والدتها أملها بعدما عانقتها وعلمت أنها فلسطينُ الصغيرة التي قد قررت أن تغفو طويلاً لتتفادى واقع الموت الذي يُحارب فلسطين الحياة.
الأزرارُ كانت صغيرة.. الأصابعُ كانت صغيرة.. النظراتُ كانت طيبةً بريئة.. بعكس قسوة الرعب
الذي فتحَ أكبر فجوةٍ في سقف الغرفة وخلَع بوابة الأحلام.
عندما اشتاقت الأميرة لجدتها قررت أن تزورها.. فزارتها بروحها المحلقة مع ملائكة الصباح الخفية.. وتركت جسدها وظفائر شعرها مُحترقةً تشكو من الاختناق.
نامَ الوقتُ على كتفِ الخيال.. ونامت فلسطين الصغيرة مُحطمة الآمال.. ورقدت..
أمها المشلعة الجسد إلى أشلاء تتنازعها دول ما زالت تنظرُ إليها وتمسحُ الرمادَ الأسود عن جفنيها.. وتُداوي جروحاً هجرتها الدماء.
فهل يا تُرى ستنجحُ أمها في إيقاظها.. وفي استرجاعِ نقاوةِ الألوان في ظفائر شعرها وآمالها وأزرارها؟!
أم أنها ستُهملُ شفافية انبثاق الآمال من أناملِ فلسطينيةٍ صغيرة.. ومن أحلامٍ باحتساء الشاي مع مذاق
حبة الليمون النقية.. في هدوءٍ يعانق أوقاتَ الظهيرة.. هدوءٌ لايطرقُ بابهُ أو يخلعهُ أي مُحتلٍّ
أو قاطع طريقٍ يختلقُ حدوداً لأجمل الأحلام.
الجو يُعاني من شدة الشتاء ..
بيديها الصغيرتين سرحت شعرها.. قربت أزرار فستانها من بواباتِ قلبها.. انحنت قليلاً لتجمِّعَ أحجار
عقدها المتناثرة هنا وهناك... وسقطت أرضاً..
كان شعرها ملوناً بلونِ سريٍ ينبثق من عمق الشمس.. لكنهُ تغيرَ فجأةً ليمتزجَ بألوانِ الدم والرعب
وبلحظات الحياة الأخيرة يتشبث.
كانت الصغيرةُ ذاهبةً لزيارةِ جدتها المقعدة... فطال انتظار الجدة... وطال انتظار الرصيف الأصفر و..
ومقعد الأرجوحة الطفولي الأخضر.. المشتاق لمعانقة البرءة في حضرة الظهيرة..
فالطفلةُ نامت.. ونامت.. وفقدت والدتها أملها بعدما عانقتها وعلمت أنها فلسطينُ الصغيرة التي قد قررت أن تغفو طويلاً لتتفادى واقع الموت الذي يُحارب فلسطين الحياة.
الأزرارُ كانت صغيرة.. الأصابعُ كانت صغيرة.. النظراتُ كانت طيبةً بريئة.. بعكس قسوة الرعب
الذي فتحَ أكبر فجوةٍ في سقف الغرفة وخلَع بوابة الأحلام.
عندما اشتاقت الأميرة لجدتها قررت أن تزورها.. فزارتها بروحها المحلقة مع ملائكة الصباح الخفية.. وتركت جسدها وظفائر شعرها مُحترقةً تشكو من الاختناق.
نامَ الوقتُ على كتفِ الخيال.. ونامت فلسطين الصغيرة مُحطمة الآمال.. ورقدت..
أمها المشلعة الجسد إلى أشلاء تتنازعها دول ما زالت تنظرُ إليها وتمسحُ الرمادَ الأسود عن جفنيها.. وتُداوي جروحاً هجرتها الدماء.
فهل يا تُرى ستنجحُ أمها في إيقاظها.. وفي استرجاعِ نقاوةِ الألوان في ظفائر شعرها وآمالها وأزرارها؟!
أم أنها ستُهملُ شفافية انبثاق الآمال من أناملِ فلسطينيةٍ صغيرة.. ومن أحلامٍ باحتساء الشاي مع مذاق
حبة الليمون النقية.. في هدوءٍ يعانق أوقاتَ الظهيرة.. هدوءٌ لايطرقُ بابهُ أو يخلعهُ أي مُحتلٍّ
أو قاطع طريقٍ يختلقُ حدوداً لأجمل الأحلام.
كتَبتها فيمو مرشو
مجلة البناء .. صباح الخير
تصدر في لبنان وتوزّع في لبنان والشام
عدل سابقا من قبل شهاب الليل في الخميس فبراير 26, 2009 5:16 am عدل 1 مرات (السبب : تم تغيير القسم .... وحذف الصورة المرفقة ( صورة مؤلمة جدا ))
رد: الأميرة النائمة
قصة معبرة جدا جدا جدا
منى- عضو جيد
-
عدد الرسائل : 51
العمر : 65
تاريخ التسجيل : 07/10/2008
رد: الأميرة النائمة
هل يا تُرى ستنجحُ أمها في إيقاظها.. وفي استرجاعِ نقاوةِ الألوان في ظفائر شعرها وآمالها وأزرارها؟
لا يزال السؤال باقيا ..قصة جميلة و مبعرة جدا جدا !
لا يزال السؤال باقيا ..قصة جميلة و مبعرة جدا جدا !
violaflower- .
-
عدد الرسائل : 229
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 26/09/2008
رد: الأميرة النائمة
أعلق مشاركتي في هذا المنتدى, عدا هذا الموضوع حتى تتبين الأمور التي ذكرنها...
وأقول لـ violaflower
وأقول لـ violaflower
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أغسطس 09, 2024 8:27 pm من طرف shrak
» اشتقت اليك
السبت يوليو 07, 2012 8:50 pm من طرف شهاب الليل
» أتحبني وأنا ضريرة؟؟؟؟؟؟؟؟
الجمعة يوليو 22, 2011 2:27 am من طرف انشودة المطر
» طرائف وعجائب
الثلاثاء مايو 24, 2011 12:47 am من طرف شهاب الليل
» االدكتور زغلول راغب النجار ورسائل من الماء للكاتب اموتو ماسارو
الخميس مايو 12, 2011 2:54 am من طرف شهاب الليل
» حبيبتي ... مرت على بالي اليوم .. كاظم الساهر
الخميس مارس 24, 2011 1:40 am من طرف شهاب الليل
» كاظم الساهر .. لاتزيديه لوعة
الخميس مارس 24, 2011 1:38 am من طرف شهاب الليل
» حنين
الثلاثاء يناير 11, 2011 3:50 am من طرف violaflower
» نسوان أخر زمن
الثلاثاء يناير 11, 2011 3:48 am من طرف violaflower
» تجديد
الخميس فبراير 18, 2010 5:42 am من طرف violaflower
» أبعد من الحب ....
الثلاثاء فبراير 16, 2010 6:46 am من طرف غسان علي
» مواسم لاعلاقة لها بالفصول
الخميس فبراير 11, 2010 6:33 pm من طرف غسان علي
» من روائع(جبران خليل جبران)..........
الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:32 am من طرف غسان علي
» بلغوها .............بشارة الخوري
الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:17 am من طرف غسان علي
» مصابيح لشجرة الميلاد..........
الثلاثاء فبراير 09, 2010 6:04 am من طرف غسان علي
» وحدن
الإثنين فبراير 01, 2010 6:13 am من طرف alisar
» المرسال الأخير..
الأربعاء ديسمبر 23, 2009 6:02 am من طرف شهاب الليل
» الموعد الأول
الإثنين نوفمبر 23, 2009 5:51 am من طرف None
» رسالة حب 72 ... نزار قباني
الإثنين نوفمبر 23, 2009 3:31 am من طرف None
» معي دائما- غادتي
الأحد نوفمبر 22, 2009 6:20 am من طرف غسان علي