منصور الرحباني ..

من طرف alisar الخميس يناير 15, 2009 5:45 am

ماهر منصور : مات الأخوان "الرحباني"
المصدر : ماهر منصور - جريدة بلدنا
14/01/2009
مات منصور الرحباني.. وقد قُدِّر في الأمس لحكاية "الأخوين الرحباني" أن تنتهي.. وانتهاءُ الحكاية لا يعني نسيانها بالضرورة، ولاسيما إذا كانت الحكاية الوحيدة التي تروى في الصباح، وراويها صوتٌ ملائكي كصوت فيروز... لكن الحكاية انتهت. لن نلعب على الحقيقة باللغة لنقول إنَّ "منصور" عصيٌّ على النسيان، ولن نكرّر العبارة ذاتها: "المبدعون لا يموتون"، أوندبج جمل الرثاء..

ببساطة مات منصور الرحباني، ومعه ننعي نهاية مرحلة مختلفة من الأغنية اللبنانية والمسرح الغنائي اللبناني... ربما معه ننعي الأخوين الرحباني معاً؛ فبرحيل عاصي ومنصور، تغلق مدرسة الرحابنة أبوابها، ولا يبقى من ذكراها سوى ما يقدّمه تلاميذها.. ببساطة مات منصور الرحباني.. رحل الرجل وكان فنّه لم يزل ينبض على المسارح، ولم يتوقف منذ أخضع لأحكام العناية الفائقة في المستشفى في بيروت.. ومنذ مسرحيته "صيف 840"، مروراً بـ"الوصية"، و"ملوك الطوائف" و"المتنبي"، و"حكم الرعيان"، و"سقراط"، انتهاءً بمسرحية "عودة طائر الفينيق"؛ كان منصور يعملُ بنفس الأخوين رحباني، دون أن ينجح في ذلك تماماً.. فقامة عاصي لم تكن لتُعوّض بسهولة في شراكة الأخوين رحباني.. لكن منصور كان يحاول في كل مرة تعويضَ غياب عاصي.. هل نجح أم لا..؟! تلك مسألة أخرى قابلة للاختلاف أو الاتفاق..
لكني مع رحيل منصور، أجزم بأن ما من أحد من آل الرحباني (الموسيقيين الباقين)، قادرٌ على تعويض غياب الاثنين؛ منصور وعاصي.. لذلك لن أجد حرجاً في أن أضيف إلى نعي رحيل منصور، نعي المدرسة الرحبانية.. ليبقى لنا تركة تلك المدرسة، وهي تركة عظيمة على كلِّ حال.